الصراع على السلطة في سورية

 الصراع على السلطة في سورية

الدكتور نيقولاوس فان دام

لقد ساهم العديد من العوامل السياسية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية في وجود تمثيل قوى

الأعضاء لأقليات في القوات المسلحة السورية قبل استيلاء الضباط البعثيين على السلطة عام 

 1963 ويرجع تاريخ أحد هذه العوامل إلى وقت أن كانت سوريا تحت الانتداب الفرنسي ٠

فضّل الفرنسيون تجنيد مختلف الأقليات الدينية والعرقية كالدروز والإسماعيليين والمسيحيين والأكراد 

والشراكسة فيما يسمى بالقوات الخاصة للشرق الأدنى والتي تطورت  فيما بعد لتصبح القوات المسلحة

 السورية واللبنانية ٠ بيد أنه في نفس الوقت لم يتم تشجيع غالبية العرب السنيين السوريين مما يوحى

 بسياسة "فر قِّ تسد" والتي كانت تهدف إلى منع أي طائفة من الوصول إلى مكانة قوية تجعلها تشكل

 خطراً على وضع الإدارة المركزية ٠

إن العائلات العربية السنية الثرية صاحبة الأراضي والعائلات  ذات النشاط التجاري التي قادت الحركة 

القومية العربية أثناء الاحتلال الفرنسي قد دعمت بصورة غير مباشرة الاتجاه نحو التمثيل القوى لأعضاء 

الأقليات بالجيش السوري، وذلك برفضها إرسال أبنائها للتدريب العسكري، حتى كضباط، في قوة لاح 

لها أنها تخدم المصالح الإمبريالية الفرنسية ،كما احتقرت في كثير من الأحيان الجيش كمهنة واعتبرت

 الكلية العسكرية بحمص كما وصفها باتريك سيل "مكاناً للكسالى أو المتمردين أو المتخلفين أكاديمياً

 أو المغمورين اجتماعيا، وقليل هو شباب العائلات الشهيرة الذي يفكر في الالتحاق بالكلية العسكرية

 إلا في حالات فشلهم بالمدارس أو طردهم منها.

الاستقطاب الطائفي - تصفية الضباط الدروز ككتل منفصلة - الصراع على السلطة داخل الطائفة العلوية-

التحريض الطائفي ومواجهة الإخوان المسلمين من قبل حافظ أسد