مدونة نفحات الكتب

كتب أدبية ثقافية، قصص، روايات، مقالات

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

خيانة بعض قادات الدروز للرئيس السوري أديب الشيشكلي

.. درس للتاريخ لا يجب أن يُنسى يحاول الهجري تكراره.

Daraya Alshami

في أوائل خمسينيات القرن الماضي، كانت سوريا تمر بمرحلة حرجة مليئة بالمؤامرات والانقلابات.
ظهر الرئيس أديب الشيشكلي، وهو رجل مسلم سني من مدينة حماة، كزعيم وطني يسعى لبناء دولة قوية، وإنهاء سيطرة الإقطاع والطائفية، وتوحيد الجيش تحت سلطة الدولة.
لكن مشروعه اصطدم بمصالح بعض الزعامات المحلية، وعلى رأسهم بعض زعماء الدروز في جبل العرب، الذين لم يتقبلوا فكرة فقدان نفوذهم وهيمنتهم على المنطقة.





البداية: ثقة تحولت إلى خنجر غدر
في البداية، حاول الشيشكلي احتواء الدروز، فعيّن شخصيات منهم في مناصب حساسة داخل الجيش والإدارة، أبرزهم:
• فوزي السلوم
• فوزي الملحم
• سلطان باشا الأطرش (الزعيم التقليدي لجبل الدروز آنذاك)
لكن سرعان ما تبيّن أن بعض هؤلاء استغلوا مناصبهم للتآمر مع قوى خارجية، خاصة الأردن وإسرائيل وفرنسا، التي كانت تخشى من صعود سوريا قوية وموحدة.
بدأت الاجتماعات السرية تُعقد في الجبل، وتدفقت الأموال والسلاح لدعم التمرد على الدولة.
تمرد الجبل وتدخل الشيشكلي
في عام 1954، تصاعدت حدة التوتر عندما قامت بعض الفصائل الدرزية المسلحة بالهجوم على مواقع للجيش السوري في ريف السويداء، وقطعوا الطرقات وأعلنوا العصيان.
الشيشكلي تحرك بسرعة، وأرسل الجيش بقيادة ضباط موالين له، محذرًا أن هدفه هو حماية الدولة وليس استهداف طائفة بعينها.
لكن القيادات الدرزية صوّرت الأمر وكأنه حرب على الدروز، لتأليب الرأي العام وجذب الدعم الخارجي.
من أبرز من قاد التمرد حينها:
• فوزي الملحم: أحد القادة العسكريين الدروز الذين تواصلوا مع المخابرات الأردنية والبريطانية.
• سليم حاطوم (لاحقًا): الذي أصبح لاحقًا أحد رموز التآمر على الدولة.
• وبعض أتباع سلطان باشا الأطرش، الذي وإن لم يقد القتال بنفسه، إلا أن موقفه كان رماديًا وساهم في تعزيز الانقسام.
الخيانة الكبرى: إسقاط الشيشكلي
مع استمرار الفوضى، استغلت بعض الأحزاب السياسية هذه الأحداث، خصوصًا حزب الشعب والحزب الوطني، وتحالفوا مع المتمردين في الجبل.
توسعت رقعة الاحتجاجات بدعم مباشر من الأردن، وبمباركة غربية، حتى وصل الأمر إلى تهديد دمشق نفسها.
وأمام خطر اندلاع حرب أهلية، قرر الشيشكلي التنحي في 25 شباط 1954، حقنًا للدماء، وقال كلمته الشهيرة:
“لست مستعدًا لأن أريق دماء السوريين من أجل منصب.”
غادر الشيشكلي سوريا إلى لبنان، ثم استقر لاحقًا في البرازيل، لكنه لم يسلم حتى في منفاه.
الغدر الأخير: اغتيال في المنفى
بعد سنوات من مغادرته سوريا، ظل بعض الدروز يلاحقونه حقدًا وانتقامًا.
وفي 27 أيلول 1964، أقدم هو نواف غزالي، وهو درزي من جبل العرب، على اغتياله في مدينة ساو باولو البرازيلية، انتقامًا لأحداث السويداء، ليُغلق فصل الخيانة بمشهد دموي.
وجه الشبه مع ما يفعله حكمت الهجري اليوم
اليوم نرى حكمت الهجري يعيد التاريخ نفسه بخطوات تكاد تتطابق مع ما فعله أسلافه:
• التحالف مع القوى الخارجية:
كما تحالف فوزي الملحم وسلطان الأطرش مع الأردن وإسرائيل، نجد الهجري اليوم يتلقى الدعم من الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر، سواء بالسلاح أو بالمال أو بالتوجيه الإعلامي، في محاولة لضرب استقرار الجنوب السوري.
• التحالف مع قسد:
الهجري لم يكتفِ بالتحالف مع إسرائيل، بل مدّ جسور التعاون مع ميليشيا قسد التي تسعى لتقسيم سوريا، مقدّمًا نفسه كحليف لمشروعها الانفصالي، ما يثبت أن هدفه ليس مصلحة السويداء أو الدروز، بل تفتيت سوريا خدمةً لمصالح الأجنبي.
• التقاطع مع بقايا فلول النظام العلويين:
في الوقت الذي يزعم فيه أنه “يحارب النظام”، نجد الهجري على تنسيق مع بقايا فلول النظام العلوي، الذين تضرروا من انهيار نفوذهم، في تحالف يشبه مؤامرات الماضي التي جمعت خصوم الشيشكلي ضد الدولة.
• استغلال الدين والطائفة:
كما استُخدم اسم الدروز سابقًا لإشعال الفتن، يستغل الهجري اليوم موقعه الديني لتهييج الشارع، وتحويل السويداء إلى ورقة ضغط بيد إسرائيل وقسد، فيما يتحمل الأهالي وحدهم ثمن هذه المغامرات.
وهكذا يتضح أن ما يفعله الهجري هو تكرار دقيق لسيناريو فوزي الملحم ورفاقه قبل سبعين عامًا: تآمر داخلي، دعم خارجي.
تحذير
لكن هذه المرة، الشعب السوري لن يسمح بتكرار هذه الخيانة، ولن يقبل أن تتحول السويداء أو أي منطقة سورية إلى ورقة بيد إسرائيل أو أي قوة خارجية مهما كلف الأمر.
لذلك، يجب نشر هذه الحقائق ليعلم الجميع أن ما يجري اليوم ليس سوى نسخة جديدة من مؤامرة الأمس، وأن خيانة حكمت الهجري امتداد لخيانة أسلافه الذين طعنوا سوريا في ظهرها وأسقطوا مشروع الدولة الوطنية
التاريخ درس، ومن لا يتعلم منه سيعيشه من جديد، لكن بثمن أكبر ودماء أكثر
حتى يعي السوريين أن ما يقوم به حكمت الهجري اليوم هو محاولة لتكرار خيانة قديمة أودت بسوريا إلى الفوضى والانقسام.

عن الكاتب

mkm

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

الإرشيف

Translate

مشاركة مميزة

رواية 1984 لجورج أورويل

جميع الحقوق محفوظة

مدونة نفحات الكتب