الجزء الثالث من كتاب العقيدة الدرزية لمؤلفه أنور ياسين
النصيرية في العقيدة الدرزية:
يوجد خلاف كبير في التعاليم الدينية بين الفريقين ويكفران بعضهما البعض وقد ظهر ذلك في رسالة بعث بها حمزةإلى أحد النصيريين يرد فيها على ادعاءاته على الدروز فيكذبها ويبطلها على اعتبارها افتراءات.
المجابهة بين الدرزية والإسلام:
إن موقف الدروز من الإسلام والمسلمين أورثهم المحن فقد شن المسلمون عليهم حرباً ضروساً بقيادة الخليفة الفاطمي علي الظاهر. وهم يؤمنون بضرورة المحنة التي يعتبرونها زيادة في الإيمان والصفاء واليقين، و مالهم غير الصبر حيث
أوصاهم حمزة ووعدهم بأن المحنة ستنقلب على أعدائهم.
وكان من أثر التضييق عليهم أن أغلق باب الدعوة فمن دخل فيها لا يخرج عنها ومن لم يدخلها بقي خارجاً عنها. وبذلك
أصبحت التقية هي الوسيلة لتجنب الاضطهاد فكانوا يتظاهرون بعقيدة من حولهم من دين الأغلبية الحاكمة ويخفون
عقيدتهم ويكتمونها احترازاً وتدليساً، فجوهر التقية أن تكون مسلماً مع المسلمين ونصرانياً مع النصارى ويهودياً مع
اليهود.. فهي الكذب والتدليس الواجب.
إن التقية أوجبت على الدروز التفاهم فيما بينهم بواسطة الرموز والإشارات فيتعرفون على بعضهم البعض في حضرة
الأضداد ( غير الدروز)، وبالنسبة للقرآن الكريم فهناك من الآيات ما يتلوها الدروز كما يتلوها المسلمون ولكن يضعون
لها تأويلات غريبة لا تخطر على بال:
فمثلاً البسملة:
بسم الله: سبعة أحرف وهي دليل على سبعة دعاة أصحاب الأقاليم السبعة وسبعة أفلاك وأيام الأسبوع
الرحمن الرحيم: اثنا عشر حرفاً تدل على اثني عشر داعياً، أصحاب الاثني عشر جزيرة
والحروف التسعة عشر جميعها دليل على الدعاة التسعة عشر، الذين هم دعاة قائم الزمان حمزة الذين بثهم
في أقاليم المملكة الفاطمية لنشر دعوة التوحيد. وقس على ذلك.
سيف الانتقام والأخذ بالثأر:
يدعو الدروز إلى قتال المسلمين إذا ما توفرت لهم القوة والقدرة، لأن المسلمين عامة لا يهتدون إلا بالسيف كما يزعمون، وكثراً ما تجد في رسائل الحكمة مثل هذه العبارة التي تصف قائم الزمان حمزة بأنه ( هادي المستجيبين، المنتقم من المشركين والمرتدين بسيف مولانا، سبحانه ).
ومن جملة وصايا حمزة أن يحملوا السلاح دفاعاً عن النفس والعقيدة وأن يحمل السلاح في كل مكان، وأن تؤخذ الجزية
من المسلمين الذين نجوا من السيف، وأن يتم الثأر لدماء الموحدين المظلومين.
وقد تعهد حمزة كما ورد في ( رسائل الحكمة ) رسائل الكذب والدجل بأن يثأر لأهل التوحيد من الشيصبان ويقصد (علي
رضي الله عنه )، ومن العجل ويقصد ( رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ) ولعنة الله على الكافرين.
إن رسائل الحكمة تزخر بالدعوة إلى الثأر، وثأر الدرزي هو الجهاد، والدرزي الذي يصلي يذكر في صلاته كل ما يعود إلى
الثأر لدماء إخوانه الذين قتلوا في بداية الدعوة والانتقام لهم بإذلال المسلمين ورسولهم.
نظرية التقمص:
التقمص انتقال النفس من جسد بشري إلى جسد بشري آخر، وهو عقيدة أساسية عند الدروز، أما التناسخ فهو انتقال النفس إلى أي جسد كان، وهذا باطل لا يقرون به كالعلويين.
صفات الموحدين:
يعتبر الدروز أنفسهم أفضل الأمم وخير عباد الله حسب رسائل الحكمة، فهم شعب الله المختار، وبالتالي يحافظون على تقاليدهم القديمة ولا يختلطون بغيرهم من الشعوب. وأظهرت شواهد تاريخية سابقة أنهم يدْعون إلى التسامح والمحبة،
ولكنهم بنفس الوقت يدّعون الغبن والإجحاف والحرمان، ويذكرون مظالم لحقت بهم كطائفة، ويهددون بحمل السلاح
إذا لم تستجب مطالبهم، واصفين أنفسهم بالشجعان الذين لا يهابون الموت - وهو في الحقيقة الغدر- وأن بموتهم ستكون
لهم حياة ثانية تنتظرهم، نتيجة إيمانهم بالتقمص، وهذه الحياة الثانية ستكون أفضل بكل تأكيد.
ومع هذا عند الخطر الحقيقي يجيدون المجاملة ويصوغون العبارات الأنيقة ويرضون بالواقع ولا يغامرون ولا يقامرون
ولا يجابهون خطراً قد يقضي عليهم، فمن الحكم السائرة عندهم: ألف مرة جبان ولا مرة الله يرحمه.
الخلوات والمقامات:
لا توجد بيوت عبادة معروفة كالمساجد والكنائس ولكن يتميزون:بالمجلس: وهو مكان لاجتماع العموم ويوجد واحد على الأقل في كل قرية أو مدينة.
الخلوة: وهو مكان خاص للمتدين الموحد العاقل.
المقام: وهو مزار يأتيه الدروز في مناسبات سنوية معينة للتبرك من ترابه والصلاة على روحه، كمقام النبي أيوب في لبنان
حيث يرمز أيوب عليه السلام للصبر والاحتمال.
ومقام الأمير جمال الدين التنوخي
ومقام المسيح في سوريا الواقع في حوران حيث أن المسيح عقد فيه حلقة سرية مع تلاميذه على حد زعمهم.
ومقام النبي شعيب عليه السلام في فلسطين ويعتبرون شعيب هو حمزة في عهد موسى عليه السلام حيث هو اصطنع
ومقام الأمير جمال الدين التنوخي
ومقام المسيح في سوريا الواقع في حوران حيث أن المسيح عقد فيه حلقة سرية مع تلاميذه على حد زعمهم.
ومقام النبي شعيب عليه السلام في فلسطين ويعتبرون شعيب هو حمزة في عهد موسى عليه السلام حيث هو اصطنع
موسى وأفضى بالحق إليه وهو مرسله ولكن موسى خالفه ونافق عليه.
هذه هي عقيدة الدروز باختصار عن الكتاب والتي يجب أن نعرف حقيقتها، فهؤلاء الباطنيون من الأقليات لا يثق بهم إلا مغفل.